مشاكل التحكم فى البول

 الكثير من النساء والرجال حرجا في مراجعة طبيب المسالك البولية بعد الإصابة بالسلس البولي والحقيقة التي لا جدل فيها أن 50% من النساء يصبن بالسلس البولي، وهي عدم القدرة على التحكم في البول في مرحلة ما من العمر.وتبين إحصائية أميركية أن من كل خمس إصابات بأمراض المسالك البولية هناك واحدة فقط تراجع الطبيب.
كما أن نصف حالات مراجعة أطباء المسالك البولية هي بسبب السلس. ويؤكد أطباء المسالك البولية أن السلس ليس من الآثار الجانبية الحتمية للشيخوخة وأنه يمكن علاجه بسهولة.


وأشارت الدراسات الطبية التي أجريت حول ذلك المرض إلى أن التمرينات الرياضية وتدريب المثانة يفيدان في الحد من السلس، وقد تبين أن 80% من حالات الإصابة بالسلس سواء أكانت وراثية أم نتيجة الإصابة بمرض أو إجراء جراحة، قابلة للعلاج والشفاء. إلا أن ملايين المصابين يشعرون بالحرج ويخشون الذهاب إلى الطبيب ولشعورهم أن إمكانية الشفاء من المرض مسألة مستحيلة.

 

أنواع السلس البولي

 


يمكن تقسيم سلس البول بصورة عامة إلى الأنواع التالية:

 


الإجهاد: تسرب البول خلال السعال، العطس، التدريبات الرياضية أو حمل الأثقال أو أية أعمال أخرى تخلف ضغطا على البطن وبهذه الصورة يمارس ضغط على البطن مما يؤدي إلى دفع البول للخروج من المثانة.ويحدث هذا النوع من سلس البول بشكل خاصة عند النساء ويحدث عندما يتولد ضعف في عضلات الحوض.وتتضمن الأسباب المحتملة للإصابة الولادة وعملية جراحية في الحوض أو نتيجة لتلفيات عصبية. ويمكن أن تعالج الحالة أحيانا ببساطة بتحسين قاع الحوض ومرونة العضلات فيها.


السلس الملح ( الطاريء): ينطلق البول نتيجة لدافع قوي بالتوجه إلى غرفة الحمام. وقد تواجه النساء مصاعب في التحكم بالتبول في طريقهن الى الحمام ويشعرن بوجود ضعف في المثانة. ويمكن أن يتبولن بصورة متقطعة.وقد يحدث ذلك في كل نصف ساعة. وهي من أكثر أنواع السلس البولي شيوعا. ويمكن معالجة الحالة بالعقاقير الطبية.


عدم قدرة المثانة على تفريغ البول تفريغا كاملا، فيتجمع البول في المثانة حتى تصل الكمية أقصى درجات الاستيعاب.ومن ثم يبدأ البول بالتدفق.


السلس المتنوع: أحيانا يسبب السلس سلسلة من العوامل.


ويمكن أن يحدث السلس نتيجة لالتهابات مزمنة ومؤلمة في جدار المثانة.وقد تتبول النساء المصابات بالالتهابات مرات عدة في اليوم وقد تشعر المرأة المصابة بالحرج وهي تتردد على الحمام.

خيارات العلاج
العلاجات غير الجراحية
* تدريبات عضلات الحوض: صمم التدريب لتقوية عضلات أرضية الحوض. ويمكن أن يشكل العلاج تأثيرا فعالا إذا أتبعت المريضة توجيهات الطبيب بالصورة الكاملة. وتفيد هذه التدريبات النساء المصابات بالسلس الإجهادي.
* الإرجاع الحيوي: وهو عبارة عن سلسلة من المعدات التي تستخدم لتسجيل الإشارات الكهربائية التي تنطلق عندما يتم الضغط على عضلات معينة. ويمكن أن يساعد الإرجاع الحيوي المرضى في أن يكونوا اكثر قدرة على الوعي والتحكم بوظيفة المثانة.
* تدريب المثانة:
يتعلم المريض مقاومة الشعور بالرغبة الملحة للتبول بتأجيل التبول والتبول وفقا لجدول زمني محدد.


* العلاج الدوائي :يمكن للعلاج الدوائي أحيانا أن يؤثر على انقباض المثانة وعلى توتر العضلات المحيطة وعلى بوابة المثانة للتحكم بالسلس.


* الحمية الغذائية:الأغذية الحمضية والبهارات وتلك التي تحتوي على الكفايين. ويمكن أن تسهم جميعها في ظهور مشكلات خاصة بالتبول. ويمكن تعديل الحمية الغذائية حسب كل فرد على حدة وحسب المشكلة التي يعاني منها.

العلاجات الجراحية


تفرض الحالة المرضية ضرورة إجراء عملية جراحية لإستعادة السيطرة على المثانة. ويمكن القيام بالكثير من تلك الإجراءات باستخدام تقنيات العمليات الجراحية في الحد الأدنى وهي عمليات تتطلب عمل فتحات صغيرة فقط ويتبعها فترة تعاف قصيرة الأمد.وتتضمن العمليات الجراحية الرامية إلى إستعادة التحكم بالمثانة العمليات التالية:


* تعليق عنق المثانة:غرز يتم القيام بها بالمنظار في جدار المهبل بالقرب من فتحة المثانة لدعم وتثبيت الإحليل.


* الرباط الداعم: عبارة عن رباط يؤخذ من نسيج جسم المريض أو من شريط شبكي يمكن المثانة من التحكم في تدفق البول.


* العضلة العاصرة الاصطناعية: يتم، في بعض الحالات المعقدة، استخدام جهاز قابل للزرع لتطويق الإحليل ومنع البول من السيلان. ويقوم المريض بالضغط على زر لتنفيس الحلقة مما يسمح للمثانة بتفريغها من البول.


* منشط الكتروني قابل للزرع: عبارة عن جهاز يرسل تيارا كهربائيا خفيفا للأعصاب للتحكم بالمثانة وبعضلات الحوض لتخفيف سلسل البول أو للتخلص منه بصورة نهائية.


يتسم مجتمعنا العربي والإسلامي بأنه محافظ وفي العادة تخجل السيدات في الإفصاح عن معاناتهن ويؤثرن الصمت. وعلى الأغلب تفضل المرأة في بيئتنا المحافظة البحث عن طبيبة اختصاصية في المسالك البولية. ويرتكز جل معاناة المرأة من السلس على مشكلة الطهارة الضرورية للصلاة، إذ ينبغي أن تكون نظيفة تماما للقيام بشعيرة الصلاة،


ومن هنا لابد من توعية النساء وتعريفهن بحقيقة العلاج وأنها سهلة وخالية من أية مصاعب سواء على صعيد العلاج الدوائي أو الجراحي، وهو آخر ما يمكن أن يلجأ إليه الطبيب. ويبدو أن جانبا من عدم زيارة النساء لأخصائي المسالك البولي وجود اعتقاد خاطيء بأن علاج السلس مستحيل، خاصة عندما يكون السلس مزمنا. وقد تعتقد الكثيرات أن الشيخوخة هي السبب في السلس وهو اعتقاد خاطيء أيضا. وكذلك الأمر بالنسبة لتعدد الولادات.


وسائل اصطناعية


أجهزة التحكم بدفق البول مضى على تطويرها نحو عشر سنوات وهي تخضع للتطور ووصلت لمراحل جيدة وهناك تقنية يطلق عليها تي في تي أو تي أو تي وهي عبارة عن شريط مصنوع من البرولين يقوم برفع عنق المثانة إلى أعلى بحيث يقوم مقام العضلة التي تعرضت للارتخاء وجعلت المصابة غير قادرة على التحكم بعملية التبول.


ويستخدم الشريط عندما تضعف قدرة السيدة على التحكم بالبول. ويتم تثبيت الشريط بعملية بسيطة حيث تدخل المريضة المستشفى وتخرج بعد بضع ساعات وفي معظم الحالات يحدث تحسن كامل ولكن قد تحتاج بعض الحالات إلى عملية حقن مواد خاصة في مجرى البول.

 

وغالبا ما نقوم بالتفريق بين الأعراض ولذلك نلجأ إلى القيام بتحليل البول لاكتشاف ما إذا كانت هناك التهابات كما نقوم بتحليل الدم من أجل التأكد من سلامة وظائف الكلية وبعد ذلك نلجأ للتأكد من طبيعة العلاج الفعال والناجع لكل حالة على حدة.

 


الأدوية


تتوفر مجموعة جيدة من الأدوية التي يمكنها القيام بعملية العلاج. وهناك أدوية تناسب كل مريضة حسب عمرها وفي حال كانت في سن اليأس نقوم بعلاجها بالهرمونات وإذا كانت مصابة بفرط نشاط المثانة نقدم لها أدوية تؤدي إلى استرخاء عضلة المثانة حتى تتحمل المثانة كمية بول أكثر.


وهناك دواء فعال من إنتاج شركة فايزر العالمية للأدوية يعرف باسم ديتروزيتول وهو يوفر الراحة للمثانة لكي تتحمل كمية أكبر من البول كما يعالج الالتهابات. ويمكن أيضا استخدام المنظار، أو حتى من دون منظار، في عملية الحقن التي يمكن أن تتم في أماكن عدة من المثانة فتحدث انتفاخا مما يجعل المريضة قادرة على التحكم بمجرى البول ويوفر العلاج نتيجة لا تقارن ولكن يفضل العلاج بربط عنق المثانة.